الشركات المصرية تنهى المرحلة الثانية من خط الغاز العربى قبل موعدها (10 يونيه 2005)
/أ.ش.أ/الاقتصادية أكدت مصادر تجمع (كونسرتيوم) الشركات الحكومية المصرية المنفذة للمرحلة الثانية من خط الغاز العربى التى تمتد من العقبة جنوبى الأردن حتى رحاب شمالا على الحدود مع سوريا بطول 394 كيلو مترا , تحقيق معدلات إنجاز عالية فى التنفيذ بحيث سيتمكن الكونسرتيوم من تنفيذ المشروع قبل حوالى عام عن الموعد المحدد بما يعد إنجازا غير مسبوق فى مثل تلك المشروعات العملاقة . وأوضحت المصادر ذاتها - فى تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان - أنه يجري حاليا الانتهاء من الاستعدادات النهائية لبدء عمل الاختبارات الهيدروستاتيكية لاول 200 كيلو متر من الخط , مشيرة إلى أن ذلك يدل على قرب انتهاء العمل بالمشروع الذي بقي من الوقت لانجازه حوالي 7 شهور , حيث تخطط شركة /فجر/ المصرية الأردنية المالكة للمشروع أن تنهي أعمالها قبل موعد التسليم المتعاقد عليه مع الحكومة الأردنية بنحو سنة وأن تسلم عهدتها في نهاية ديسمبر القادم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن إجمالي أعمال الحفر والتمديد وتمهيد المسار التي انتهى العمل بها حتى الان تبلغ حوالي 85 % من حجم العمل بالمشروع , مشيرة إلى أنه تم الانتهاء من تمهيد مسار خط الغاز بالكامل حاليا والبالغ طوله 393 كيلو مترا من العقبة جنوبا وحتى منطقة رحاب على الحدود الأردنية السورية , كما تم حفر 375 كيلومترا على طول المسار وتم لحام 365 كيلومترا من مواسير التمديد التي سيمر الغاز عبرها , إضافة إلى عمليات ردم ما يقارب 250 كيلومترا من كامل مسار الخط . وقالت المصادر إن حجم الانفاق الكلي على المعدات والاليات التي يتطلبها إنشاء الخط ضمن المسار الممهد بلغ نحو 165 مليون دولار تضمنت ما سحبته الشركة من قرض التجمع البنكي , حيث تم تفعيل عمليات السحب من القرض الممنوح لشركة /فجر/ من خلال اتفاقية القرض الموقعة في يونيو 2004 والبالغة 160 مليون دولار بعد تحقيق القفل المالي الناجح للمشروع . وقد فاز الكونسورتيوم المصري إيست غاز إيجيبشين كامباني والمكون من أربع شركات هى / القابضة للغازات الطبيعية , المصرية للغازات الطبيعية (جاسكو) , إنبى , وبتروجت / بعطاء تشييد المرحلة الثانية من أنبوب الغاز العربى داخل الأراضى الأردنية وفق نظام / بى أو تى / لفترة قصوى من أربعين عاما , وستؤول المرحلة الثانية من المشروع إلى الحكومة الأردنية بعد فترة التعاقد حيث تم تأسيس شركة فجر لادارة هذه المرحلة . فى الاطار ذاته طرحت شركة (فجر) الاردنية المصرية مناقصة لشركات هندسية وشركات إنشاءات محلية بهدف استكمال الجزء المتبقي في الأردن من خط الغاز العربي والذي يصل بين منطقة رحاب الأردنية شمالا والحدود السورية بطول 30 كيلومترا . وقال مصدر مطلع في قطاع الطاقة الأردنى إن خط الغاز العربي يسير حاليا بخطى كبيرة حيث ابتدأ بالتحرك فيما وراء الاردن وطرح الجانب السوري مناقصة لانشاء خط للغاز ابتداء من نقطة التقائه مع خط شركة (فجر) على الحدود السورية الاردنية وحتى منطقة ريان وسط سوريا تمهيدا لاستكماله حتى الحدود السورية التركية وستستلم سوريا طلبات المهتمين بالمشروع خلال شهر أبريل المقبل . وأشار المصدر إلى أن مفاوضات تجري حاليا بين تركيا من جهة والجانبين السوري والمصري من جهة أخرى لشراء 4 بلايين متر مكعب من الغاز سنويا , بينما تم تحديد النقطة التي سيلتقي فيها خط الغاز السوري مع الخط التركي . وقاد بنك الاسكان الأردنى في الفترة الماضية تجمعا بنكيا أردنيا مصريا لتغطية 160 مليون دولارمن قيمة الانشاء في المرحلة الثانية من مشروع الغاز العربي والذي تبلغ تكلفته الاجمالية 300 مليون دولار . وتمكنت شركة /فجر/ من بدء السحب من القرض البالغ 160 مليون دولار بعد قيام شركة (تراكتابل) الهندسية وهي المستشار الفني المشترك لوزارة الطاقة الأردنية وبنك الإسكان في مشروع أنبوب الغاز الطبيعي , بمراجعة التقدم في تنفيذ المشروع والتأكد من أن المشروع ينفذ وفقا للمواصفات المتفق عليها ومن ثم تقديم الموافقة لقيام شركة /فجر/ بالسحب من القرض .. وبدأت شركة (تراكتابل) الهندسية العمل في المشروع في مطلع هذا العام بعد توقيع عقد تعيين المستشار الفني المشترك معها. ويعتبر مشروع خط الغاز العربي أول مشروع استراتيجى عربى كبير ينفذ على أساس بناء تملك وتشغيل ونقل ملكية ( بى أو تى آدش ) ويتم تأمين التمويل له داخل الأردن من خلال قيام بنك الإسكان بقيادة 19 بنكا ومؤسسة تمويل أردنية ومصرية . ويتكون الهيكل التمويلي للمشروع من رأس المال قدره 125 مليون دولار و 160 مليون دولار قرض التجمع البنكي , إضافة إلى 15 مليون دولار تمويل ذاتي من صافي إيرادات محطة العقبة الحرارية خلال فترة إنشاء المشروع . وكان الرئيس حسنى مبارك والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى قد افتتحا المرحلة الأولى لمشروع خط الغاز العربى فى شهر يوليو من عام 2003 وتم بمقتضاها توصيل الغاز المصرى إلى محطة العقبة الحرارية للكهرباء . ويعتبر هذا المشروع بمراحله المختلفة أكبر مشروع تكاملى عربى فى العصر الحديث نظرا لنتائجه الكبيرة على اقتصاديات المنطقة على المدى القصير والطويل . وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع نقل الغاز الطبيعى المصرى من طابا إلى محطة العقبة الحرارية لتلحق بها خلال الفترة المقبلة المراحل الأخرى المتمثلة فى نقل الغاز إلى ميناء بانياس السورى على البحر المتوسط مرورا بالأراضى الأردنية والسورية ثم إلى مصفاة الزهراني في لبنان عام 2005 , وبعد ذلك إلى قبرص في عام 2006 ثم إلى أوروبا عبر تركيا بتكلفة إجمالية تبلغ مليار دولار . وكان قد تم إنجاز الجزء البري من المرحلة الأولى للمشروع داخل الأراضى المصرية والذي يربط بين مدينتي العريش (على المتوسط) وطابا (على خليج العقبة) , في يناير عام 2003 .. ويبدأ الجزء المصرى من الانبوب (250 كيلومترا) من العريش ويعبر البحر الاحمر وصولا إلى ميناء العقبة ويقدر الاحتياطي المصري من الغاز الطبيعي بنحو 165 مليار متر مكعب سيتم نقل جزء كبير منه عبر خط الغاز العربى . وينقل أنبوب الغاز المصري الاردني 1ر1 مليون متر مكعب في العام من الغاز الطبيعي المصري المسال الى الاردن .. وقد حققت الحكومة الأردنية من خلال المرحلة الأولى للمشروع وفرا كبيرا في تكلفة فاتورة الوقود الذي كانت تستخدمه لتشغل محطة العقبة الحرارية منذ بداية التشغيل وحتى الوقت الحالي .